تحذيرات من تفشي الحمى الشوكية في غزة بعد تسجيل 35 إصابة مؤكدة

أعلن مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن تسجيل ارتفاع خطير في حالات الإصابة بالحمى الشوكية بين الأطفال، بلغ حتى الآن 35 حالة مؤكدة، في ظل أوضاع صحية متدهورة وانهيار شبه تام في البنية الطبية بالقطاع المحاصر.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن هذا العدد يُعد الأعلى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، محذّرة من تفاقم انتشار المرض مع غياب شروط السلامة الصحية داخل مخيمات النزوح، ومع تراجع أداء الجهاز المناعي لدى الأطفال نتيجة الجوع والإجهاد والتعرض المستمر لعوامل بيئية قاسية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

الخطر يهدد القدرات الأطفال

حذر أطباء المجمع من أن الحمى الشوكية تُعد من أكثر الأمراض عدوانية على الجهاز العصبي للأطفال، مؤكدين أن عدم العلاج الفوري قد يؤدي إلى تلف دائم في القدرات العقلية والحسية، ومنها فقدان السمع والبصر أو ضعف الذاكرة والتركيز.

وأشار الأطباء إلى أن "الظروف غير الإنسانية داخل خيام النزوح"، بما في ذلك الازدحام الشديد، والرطوبة، وسوء الصرف الصحي، تهيّئ بيئة خصبة لانتقال العدوى، مؤكدين أن استمرار تدهور الوضع الإنساني يهدد بظهور المزيد من الأمراض الوبائية في أوساط النازحين.

واجهت إدارة المجمع الطبي ظروفًا مأساوية دفعت الطواقم الطبية إلى وضع بعض الأطفال المصابين على الأرض نتيجة نفاد الأسرّة، بحسب تصريحات مسؤولي المجمع. 

وأوضح الأطباء أن النقص الحاد في الأدوية الخاصة بعلاج الحمى الشوكية، ومضادات الالتهاب، والسوائل الوريدية، يجعل فرص إنقاذ الحالات الحرجة ضئيلة جدًا.

إدخال الإمدادات الطبية

وطالب العاملون في المجمع الطبي الجهات الإنسانية والدولية بسرعة التحرك من أجل إدخال الإمدادات الطبية الطارئة، وتوفير وحدات عزل صحي، ووسائل تشخيص مخبرية قادرة على احتواء التفشي قبل أن يتحول إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في القطاع.

تعيش المستشفيات والمراكز الصحية في غزة، منذ أكثر من 8 أشهر، انهيارًا وظيفيًا كاملًا نتيجة الحصار المشدد، واستهداف المنشآت الصحية من قبل قوات الاحتلال، ما أدى إلى توقف أكثر من 70% من المستشفيات عن العمل، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

ويواجه الأطفال في غزة أوضاعًا كارثية، حيث تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90% منهم يعانون من فقر الدم وسوء التغذية، ما يجعلهم عرضة للإصابة بأمراض نادرة أو مميتة كالتهاب السحايا الفيروسي والبكتيري، دون توفر القدرة على احتوائها.